سورة طه - تفسير تفسير البغوي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (طه)


        


{قَالَ} فرعون: {فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الأولَى} ومعنى البال: الحال، أي: ما حال القرون الماضية والأمم الخالية، مثل قوم نوح وعاد وثمود فيما تدعونني إليه فإنها كانت تعبد الأوثان وتنكر البعث؟. {قَالَ} موسى: {عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي} أي: أعمالهم محفوظة عند الله يجازي بها.
وقيل: إنما رد موسى علم ذلك إلى الله لأنه لم يعلم ذلك، فإن التوراة أنزلت بعد هلاك فرعون وقومه.
{فِي كِتَابٍ} يعني: في اللوح المحفوظ، {لا يَضِلُّ رَبِّي} أي: لا يخطئ. وقيل: لا يضل عنه شيء ولا يغيب عن شيء، {وَلا يَنْسَى} أي: لا يخطيء ما كان من أمرهم حتى يجازيهم بأعمالهم. وقيل: لا ينسى أي: لا يترك، فينتقم من الكافر ويجازي المؤمن. {الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأرْضَ مَهْدًا} قرأ أهل الكوفة: {مَهْدًا} هاهنا، وفي الزخرف، فيكون مصدرا، أي: فرشا، وقرأ الآخرون: {مهادا}، كقوله تعالى: {ألم نجعل الأرض مهادا} [النبأ: 16]، أي: فراشا وهو اسم لما يفرش، كالبساط: اسم لما يبسط.
{وَسَلَكَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلا} السلك: إدخال الشيء في الشيء، والمعنى: أدخل في الأرض لأجلكم طرقا تسلكونها قال ابن عباس: سهل لكم فيها طرقا تسلكونها.
{وَأَنزلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً} يعني: المطر.
تم الإخبار عن موسى، ثم أخبر الله عن نفسه بقوله: {فَأَخْرَجْنَا بِهِ} بذلك الماء {أَزْوَاجًا} أصنافا، {مِنْ نَبَاتٍ شَتَّى} مختلف الألوان والطعوم والمنافع من بين أبيض وأحمر وأخضر وأصفر، فكل صنف منها زوج، فمنها للناس ومنها للدواب.


{كُلُوا وَارْعَوْا} أي وارتعوا {أَنْعَامَكُمْ} تقول العرب: رعيت الغنم فرعت، أي: أسيموا أنعامكم ترعى.
{إِنَّ فِي ذَلِكَ} الذي ذكرت، {لآيَاتٍ لأولِي النُّهَى} لذوي العقول، واحدتها: نهية سميت نهية لأنها تنهى صاحبها عن القبائح والمعاصي.
قال الضحاك: {لأولِي النُّهَى} الذين ينتهون عما حرم عليهم.
قال قتادة: لذوي الورع. {مِنْهَا} أي من الأرض، {خَلَقْنَاكُمْ} يعني أباكم آدم.
وقال عطاء الخراساني إن الملك ينطلق فيأخذ من تراب المكان الذي يدفن فيه فيذره على النطفة فيخلق الله من التراب ومن النطفة فذلك قوله تعالى: {مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ} أي: عند الموت والدفن، {وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى} يوم البعث.


قوله عز وجل: {وَلَقَدْ أَرَيْنَاهُ} يعني فرعون، {آيَاتِنَا كُلَّهَا} يعني: الآيات التسع التي أعطاها الله موسى، {فَكَذَّبَ} بها وزعم أنها سحر، {وَأَبَى} أن يسلم. {قَالَ} يعني فرعون {أَجِئْتَنَا لِتُخْرِجَنَا مِنْ أَرْضِنَا} يعني: مصر، {بِسِحْرِكَ يَا مُوسَى} أي: تريد أن تغلب على ديارنا فيكون لك الملك وتخرجنا منها. {فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ مِثْلِهِ فَاجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مَوْعِدًا} أي: فاضرب بيننا أجلا وميقاتا، {لا نُخْلِفُهُ} قرأ أبو جعفر {لا نخلفه} بجزم، لا نجاوزه {نَحْنُ وَلا أَنْتَ مَكَانًا سُوًى} قرأ ابن عامر وعاصم وحمزة ويعقوب: {سوى} بضم السين، وقرأ الآخرون بكسرها، وهما لغتان مثل: عدى وعدى وطوى وطوى.
قال مقاتل وقتادة: مكانا عدلا بيننا وبينك.
وعن ابن عباس: نصفا، ومعناه: تستوي مسافة الفريقين إليه.
قال مجاهد: منصفا. وقال الكلبي: يعني سوى هذا المكان. {قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ} قال مجاهد، وقتادة، ومقاتل، والسدي: كان يوم عيد لهم، يتزينون فيه، ويجتمعون في كل سنة. وقيل: هو يوم النيروز.
وقال ابن عباس وسعيد بن جبير: يوم عاشوراء.
{وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى} أي: وقت الضحوة نهارا جهارا، ليكون أبعد من الريبة.

2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9