{قَالَ} فرعون: {فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الأولَى} ومعنى البال: الحال، أي: ما حال القرون الماضية والأمم الخالية، مثل قوم نوح وعاد وثمود فيما تدعونني إليه فإنها كانت تعبد الأوثان وتنكر البعث؟. {قَالَ} موسى: {عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي} أي: أعمالهم محفوظة عند الله يجازي بها.وقيل: إنما رد موسى علم ذلك إلى الله لأنه لم يعلم ذلك، فإن التوراة أنزلت بعد هلاك فرعون وقومه.{فِي كِتَابٍ} يعني: في اللوح المحفوظ، {لا يَضِلُّ رَبِّي} أي: لا يخطئ. وقيل: لا يضل عنه شيء ولا يغيب عن شيء، {وَلا يَنْسَى} أي: لا يخطيء ما كان من أمرهم حتى يجازيهم بأعمالهم. وقيل: لا ينسى أي: لا يترك، فينتقم من الكافر ويجازي المؤمن. {الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأرْضَ مَهْدًا} قرأ أهل الكوفة: {مَهْدًا} هاهنا، وفي الزخرف، فيكون مصدرا، أي: فرشا، وقرأ الآخرون: {مهادا}، كقوله تعالى: {ألم نجعل الأرض مهادا} [النبأ: 16]، أي: فراشا وهو اسم لما يفرش، كالبساط: اسم لما يبسط.{وَسَلَكَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلا} السلك: إدخال الشيء في الشيء، والمعنى: أدخل في الأرض لأجلكم طرقا تسلكونها قال ابن عباس: سهل لكم فيها طرقا تسلكونها.{وَأَنزلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً} يعني: المطر.تم الإخبار عن موسى، ثم أخبر الله عن نفسه بقوله: {فَأَخْرَجْنَا بِهِ} بذلك الماء {أَزْوَاجًا} أصنافا، {مِنْ نَبَاتٍ شَتَّى} مختلف الألوان والطعوم والمنافع من بين أبيض وأحمر وأخضر وأصفر، فكل صنف منها زوج، فمنها للناس ومنها للدواب.